تنفيذ البحوث الاتماعية

تتوزع محتويات مقرر تنفيذ البحوث الاجتماعية في خمسة محاور أساسية تشمل موضوعاته المتعددة، ففي حين تأخذ المحاضرة الأولى بتوضيح موقع عملية تنفيذ البحوث في السياق العام لمجمل خطوات البحث، تتناول المحاضرة الثانية موضوع المقابلات الميدانية التي يستخدمها الباحثون على نطاق واسع، كما تبحث المحاضرة الثالثة في موضوع تحليل المشكلات بالاعتماد على طرق الجماعات المركزة، أو الجماعة البؤرية كما يقال ذلك أحيانا، كما تأخذ المحاضرة الرابعة بشرح الأسس العملية لمعالجة البيانات، من حيث التفريغ اليدوي والآلي، وتتناول المحاضرة الخامسة أسس القياس الاجتماعي للظواهر وجوانبه الإيجابية والسلبية.
تشمل المحاضرة الأولى شرحاً لموقع عملية تنفيذ البحوث الاجتماعي في السياق العام لمجمل خطوات البحث الاجتماعي العلمي، ذلك أن تنفيذ البحوث الاجتماعية يعد جزءا أساسياً من بنية البحث العلمي، ولا يمكن الاهتمام به بمعزل عن السياق العام للبحث، ولهذا تأخذ المحاضرة الأولى بشرح خطوات البحث الاجتماعي بصورة عامة، من حيث تحديد المشكلة وصياغة الأهداف العلمية والأهداف العملية للتقرير العلمي، ثم الافتراضات الرئيسية ومجالات الدراسة وتصميم الاستبيان، واختيار عينات البحث وطرق جمع البيانات، التي يتم التمييز فيها عادة بين البيانات النظرية، والبيانات الكيفية، والبيانات الكمية، وصولاً في النتيجة إلى كيفية صياغة التقرير العلمي بشكله النهائي.
وفي المحاضرة الثانية توصيف للمقابلات التي يعتمد عليها الباحث بوصفها أداة أساسية من أدوات جمع البيانات، ففيها شرح للأسباب التي تدعو الأخصائي الاجتماعي إلى إجراء المقابلات كالدوافع الشخصية للباحث، والدوافع المرتبطة بشخص المبحوث، والدوافع المرتبطة بتطوير قواعد البيانات وغيرها، كما تتضمن المحاضرة شرحا لأنواع المقابلات بحسب الأغراض المتوخاة منها، وبحس الأدوات المستخدمة فبها، والمقابلات بحسب المعنيين بيها، وأخيراً المقابلات بحسب البيانات المطلوبة منها.
وتأخذ المحاضرة الثالثة بشرح طريقة تحليل المشكلات الاجتماعية من خلال الجماعات المركزة، ذات النوعية الخاصة بهدف البحث، كأن تكون جماعات الشباب، أو جماعات المسنين، أو جماعة من النساء لتناول قضايا المرأة والمشكلات الاجتماعية التي تجابهها في مجالات الأسرة والعمل والدراسة وغيرها، وتبين المحاضرة المسوغات العملية لجلسات العمل مع الجماعات، ودليل جلسات العمل، من خلال توضيح الخلفيات النظرية والتحليلية لدليل جلسات العمل، ومحاور جلسات العمل، والأسئلة التفصيلية المحفزة لجلسات العمل، بالإضافة إلى دور كل من الباحث المساعد في إدارة الجلسة، والمحفز، والمقرر وطرق الإعداد لجلسات الحوار وتجهيزاتها التقانية والنفسية والاجتماعية.
وفي المحاضرة الرابعة شرح تفصيلي لكيفية معالجة البيانات، وذلك بعد تفريغها، وتتناول المحاضرة طريقتي التفريغ، اليدوي والآلي، ومن ثم شرح لكيفية التحليل الإحصائي وبيان مركز الثقال الأساسي فيها، ثم التحليل الاجتماعي للبيانات الذي يهدف إلى تقديم تفسيرات علمية ومنطقية للبيانات الإحصائية ومعالجة هذا التوزيع في ضوء أهداف الدراسة وفرضياتها، أو تساؤلاتها العلمية والعملية، كما تتناول المحاضرة أخيرا طرق تصميم المخططات البيانية والأشكال التوضيحية في إعداد التقارير العلمية.
وفي المحاضرة الخامسة والأخيرة شرح مفصل لأسس وضع المقاييس في علم الاجتماع، وتحليل المؤشرات الكمية للظواهر الاجتماعية، ويتم التمييز في هذا الصدد بين قياس العلاقات الاجتماعية، وقياس الوقائع الاجتماعية، أما النوع الأول فيتجه إلى قياس العلاقة بين الفرد والمجموعة، أو بين أفراد المجموعة بين بعضهم بعضاً، أو بين المجموعات، بينما يأخذ القياس من النوع الثاني بتوصيف الوقائع الاجتماعية من حيث الحجم والانتشار، ففي النوع الأول يمكن قياس العلاقة بين الزوجين، أو بين الأبناء ورب الأسرة، أو بين الأسر، إلخ، أما بالنسبة إلى النوع الثاني ففي مقدور الباحث أن يأخذ بقياس مستوى المعيشة مثلا في الأسرة، أو في القرية، أو المجتمع المحلي، ويعتمد الباحث لهذا الغرض مجموعة من الخطوات التي تأخذ المحاضرة بشرحها وتفصيلها، وتعتمد في ذلك على نموذج تطبيقي مستمد من مفهوم المشاركة في العملية الإنتاجية بين العاملين.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق